:::منتديات النسر الازرق:::
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

:::منتديات النسر الازرق:::


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإسهام الإسلامي في النهضة الأوروبية، من أين وصل العلم لأورو

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
النسر الازرق
( admin)
النسر الازرق


عدد الرسائل : 73
تاريخ التسجيل : 28/09/2007

الإسهام الإسلامي في النهضة الأوروبية، من أين وصل العلم لأورو Empty
مُساهمةموضوع: الإسهام الإسلامي في النهضة الأوروبية، من أين وصل العلم لأورو   الإسهام الإسلامي في النهضة الأوروبية، من أين وصل العلم لأورو Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 03, 2007 6:11 am

بسم الله الرحمن الرحيم،
هذا المقال نشرتهُ سابقاً في مُدونة النطاسي، وأحببت نقلهُ إلى أرشيف ساحة البحوث للفائدة.
.
الإسهام الإسلامي في النهضة الأوروبية، من أين وصل العلم لأوروبا النائمة؟
كانت أوروبا راقدةً في ظلام الجهل والتخلف، راضخة ًللنُظم الإقطاعية والجشع المادي خلال القرون الوسطى وعبر حقبة اصطُلِح على تسميتها بالعصور المظلمة ( Obscurantism)(1) فبقيت غارقة فيها إلى أن أضاءَ العلم سماءها مُعلناً بداية عصر النهضة الأوروبية (renaissance).(2) وحين الحديث عن أسباب وأصُول هذه النهضة يتبدى لنا سؤالٌ تاريخيٌ هامٌ، مفادُه كيف حصلت أوروبا على هذا المِشعل الحضاري الذي أضاء لها نفقهاَ المُظلم؟
الرأيُ السائد ـ تقريباً ـ لدى عددٍ من المُؤرخين الغربيين هو أن السبب الرئيس لانتقال العلم الكلاسيكي (= علم العالم القديم = العلم الإغريقي الروماني Grecoroman) إلى القارة العجوز (=أوروبا) هو هربُ العلماء الروم من القسطنطينيّة جَراء قصفها من قبل الجيوش الإسلاميّة التركيّة 1453م. فتوجهوا إلى إيطاليا ثم إلى أوروبا الوسطى فانتشرَ بذلك العلم ونورُ المعرفة،
فتكون نهضةُ أوروبا- بذلك- مدينةً بالفضل لإيطاليا التي استوعبت المؤثرات البيزنطيّة التي حملها إليها العلماءُ الفارّين، وأغفلوا دور للمسلمين في ذلك فلم يُثبتوا لهم سوى الدورالعسكري الذي عجّلَ من هروب أولئك العلماء!؟
لكن الحقائق التاريخيّة تـُنبىء بخلاف هذا،
فبيزَنطة(= القسطنطينيّة) - التي كانت تحوي كُنوز العلم الكلاسيكي- ظلّت طوال مايزيدُ عن أحدَعشرَ قرناً مُرتبطة بالإمبراطوريّة الرومانيّة دون أن تُحدث أيَّ إسهام في إيقاض أوروبا من رُقادها، فلم تظهر بوادر النهضة ـ رغم هذا الاتصال الجغرافي ـ إلا مُتأخراً ؟
وهذا يُشيرُ إلى عدة أموُرٍ جوهريّة،
إن الإمراطوريتين الرومانيتين الشرقيّةِ والغربيّةِ كانتا في خِصامٍ وتنافسٍ سياسيّ ودينيّ واقتصاديّ كبير، مما أدى إلى حالة من التنافُر العام.
فقد انفصل الجُزءان سياسيّاً بعد عهد دقلديانوس (284-305م) ودخلا في صراع وتنافس لفرض السيادة السياسيّة على مناطق عِدة خاصةً في شمال إفريقيا، كما أدى الانشقاق الديني المُتمثل في انفصال الكنيسة الشرقيّة الأرثوذكسيّة عن الكنيسة الغربيّة الكاثوليكيّة في روما(3) إلى توسيع الفجوة بشكلٍ كبير
وبدأت مُحاولات بابا روما لضم الكنيستين تحت سُلطته والتي كان من أبرزها الدعوة للحملات الصليبيّة وبخاصة الحملة الصليبيّة الرابعة والتي انحرفَ مسارها إلى القسطنطينيّة بدلاً من القدس، فتمّت سرقتها وتشويه حضارتها وإقامت الدولة الصليبيّة اللاتينيّة على أراضيها مما هيّج نفوس سكانها ضد المُحتل الهمجي.
وعلى المُستوى الاقتصادي، كان أهل بيزنطة ينعمون برخاءٍ اقتصادي لتقدمهم في النقل البحري وصِلاتهم مع الشرق، خلافاً للجُزء الغربي الذي كان غارقاً في فقره، مما أذكى روح التنافس.
يُضاف إلى ذلك ما قام به تجار البندقيّة من دعم ٍ و إيعازٍ للحملة الصليبيّة الرابعة بالتوجه إلى القسطنطينيّة حنقاً منهم على الإمتيازات التجارية التي وهبتها لمنافستهم مدينة بيزا.
كل هذه العوامل جعلت المُناخ العام مناخاً غير قابلٍ للتبادل الفكري/المعرفي، ولاتتوفر فيه ظروف تكون نهضة علمية /حضارية جديدة.
يُضاف إلى ذلك عوامل أخرى داخلية خاصة بالجُزء الشرقي ـ حاوية العلم الكلاسيكي ـ والتي كان من أبرزها ،
وقوف الكنيسة بمُساندة الحُكام كعائقٍ منيع أمام الإفادة من الإرث العلمي في الدولة البيزنطيّة، فالكنيسة كانت مُتضخمة بالجدل اللاهوتي الذي أبعد العقل عن التفكير والبحث في العلوم الماديّة، كما أنها مارست على النظريات والكشوفات العلمية أنواعاً من الحضر والتنكيل بأصحابها وذلك بحجة أنها تُمثلُ انحرافاً عن المنهج المسيحي الصحيح، مما أودى بها مُبكراً ،
فكان من نِتاج تلك الممارسات إغلاق مدرسة أثينا الليكيوم في عهد الإمبراطور جستيان
(518-528م)، وضرب الخِناق على مُتحف الإسكندرية الذي كان فناراً للفلسفة الإغريقيّة في وقته.
لذا كان وصولُ العلم ـ الذي مهد للنهضة الأوروبيّة ـ يستلزمُ وصول الحس العلمي أولا ًوالمناخ القابل لنموه ثانياً، إذ أن المسألة لم تكن مُجرد انتقال مجموعة من الكتب أو العلماء من بُقعة جغرافية إلى أُخرى!
لذا، تُعد أهم الطرق التي انتقل منها العلم إلى أوروبا هي تلك المناطق التي ساد فيها جو السلام والتعايُش بين المسلمين والمسيحيين تحت ظل حكوماتٍ جديدة لا ترى في العلم مُجرد هرطقة لا تغني شيئاً.
وكان أبرز الأمثلة عليها دولة الأندلُس وصقلية.
ففي صقلية، قد احتفى ملوك الدولة النورمانديّة بالمسلمين وبثقافاتهم وقربوا الأطباء والشعراء والعلماء من البلاط، كما أنهم أبقوا بعض الإداريين على مناصبهم، فنشرت حضارة المسلمين تأثيرها على الفكر وأنماط العيش هناك بشكل ملحوظ، حتى أن الملك روجر الثاني كانت ثيابُه تُصنع على الطراز الإسلامي، كما حافظوا على علاقاتهم السياسيّة والتجاريّة مع الشام ومصر.
وتم إنشاءُ جامعة سالِرنو (salerno) والتي كان للمسلمين دورٌ أساسيٌّ في بروزها، وتفوقها العلمي، وتُعد جامعة سالِرنو النواة التي أطلقت شرارة العلم إلى أنحاء إيطاليا ومنها إلى أوروبا الوسطى فالقارة بطولها.
وذلك بفضل حركات الترجمة العربيّة- اللاتينيّة والتي بدأت قرابة القرن الحادي عشر الميلادي
وكان من أبرز رُواد تلك الحركة في هذا الجزء، قسطنطين الإفريقي
الذي قدم إلى سالِرنو وأعطى اهتمامه للنشاط الطبي فعكف على نقل المعرفة العربية إلى اللغة اللاتينية، وكان على رأس ما قدّمهُ لأوروبا ترجمة كاتب الحاوي للطبيب الشهير الرازي.
أما الأندلُس، فقد كانت- ذلك الوقت - في ذروة التقدم العلم/الحضاري،
وكان اختلاط الأوربيين- الأسبان خاصةً - بالمسلمين من خلال جامعات الأندلُس أمراً مشهوراً انعكست أفضالُه على الفكر والحضارة الأوروبية الراقدة في سُبات التخلف. فقد كانت الجسر الذي عبرت من خلاله المراجع العربية المُثقلة بكنوز العلم الكلاسيكي والتي استنقذها المسلمون وأضافوا إليها تجاربهم وكُشوفاتهم العلمية،
وتعدُ كتب للعلامة ابن سينا من أبرز ما نقل إلى الخزينة الأوروبية وفي مُقدمتها كتاب القانون .
ويُعتبر جيرالد الكريموني من أشهر من تزعموا حركة الترجمة في ذلك الجُزء الجُغرافي، بعد قدومه إلى طليطلة من إيطاليا، ويقدر الباحثين أن عدد الكتب التي نقلها إلى اللاتينية قُرابة السبعين كتاباً! وهذه- بلا شك- تُعد وجبة عربية دسمة توضع على المائدة الأوروبية الفارغة.(4)
ولو قدر للفتح الإسلامي أن يكمل مشواره نحو باريس لربما عجّل من ساعة اليقظة الأوروبية، ففي هذا الصدد يقول الكاتب الفرنسي أناتول فرانس، أسوأ يوم في التاريخ هو يومُ معركة (بواتييه)(5)، عندما تراجع العلم والفن والحضارة العربية (6) أمام بربرية الفرنجة ، ألا ليت شارل مارتل قطعت يده ولم ينتصر على القائد الإسلامي عبد الرحمن الغافقي).
لم يكن دور المسلمين مُتوقفاً على مُجرد الجمع، فقد ترجم الغربيون المؤلفات القديمة بعد تحسينات وإضافات المسلمين العلميّة عليها بعد أن استنقذوها من رُكام الحضارات البربريّة التي اجتاحت العالم القديم وكادت أن تطمس معالمه، ناهيك عن مؤلفاتهم الكبيرة التي حوت كشوفاتهم ونظرياتهم العلمية في تلك الفترة الذهبية.
كذلك قدموا المناهج العلميّة والبحثية التي شكلت القاعدة الصلبة لقيام الأبحاث والمعالم العلمية/ الحضاريّة، وإن كانت قد نُسبت زوراً إلى غير أهلها،
وفي هذه القضية تقول المستشرقة زيغريد هونكه: الواقع أن روجر بيكون أو جاليليو أو دافنشي ليسوا هم الذين أسسوا البحث العلمي .. إنما السبّاقون في هذا المضمار كانوا من العرب الذين لجأوا – بعكس زملائهم المسيحيين – في بحثهم إلى العقل والملاحظة والتحقيق والبحث المستقيم ، لقد قدّم المسلمون أثمن هدية وهي طريقة البحث العلمي الصحيح التي مهدت أمام الغرب طريقه لمعرفة أسرار الطبيعة وتسلطه عليها اليوم اهـ.
وقد مهدت حركة الترجمة (7)– المُشار إليها سابقاً ـ والتي برزت في القرن الحادي عشر وبلغت ذروتها في القرن الثاني عشر الميلاديين، إلى بزوغ شمس العهد الجديد لأوروبا والذي تمخض فيما بعد عن قيام الجامعات العلمية التي رفعت لواء العلم في نابولي، ميلان، باريس، براج وأكسفورد والتي انتضَمتها لغة علميّة واحدة،
كانت هناك إسهامات أخرى في قيام النهضة الأوروبية، منها الاحتكاك الذي حصل مع المسلمين أثناء الحملات الصليبيّة(1096-1270م) وكذلك هروب العلماء إلى إيطاليا إبان الفتح الإسلامي للقسطنطينية-أواخر القرن 14م- والمشار إليه سابقاً، لكن الواقع التاريخي يُبين أن الاتصال الأندلسي والصقلي مع أوروبا كان أبكر بكثير، وأفضل مُناخاً على كافة الأصعدة.
يقول المفكر الشهير غوستاف لوبون: إن حضارة العرب المسلمين قد أدخلت الأمم الأوربية الوحشية في عالم الإنسانية ، فلقد كان العرب أساتذتنا … وإن جامعات الغرب لم تعرف لها مورداً علمياً سوى مؤلفات العرب ، فهم الذين مدّنوا أوربة مادةً وعقلاً وأخلاقاً ، والتاريخ لا يعرفُ أمة ًأنتجت ما أنتجوه … إن أوربة مَدينة للعرب بحضارتها … وإن العرب هم أول من علّم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين … فهم الذين علّموا الشعوب النصرانية وإن شئت فقل حاولوا أن يعلموها التسامح الذي هو أثمن صفات الإنسان اهـ.
هكذا وبإيجاز كانت قصة الحضارة الإسلامية في أحد أدوارها البارزة نحو رسالتها العالمية الخالدة،
تلك الحضارة التي ينتقصها كثير من أبنائها اليوم أو يحاولون جاهدين حصرها تقليلاً من شأنها وذلك بوصفها أنها حضارة دينٍ ولغة فحسب، وإن كان قد ثبت تفوقها الحضاري وتأثيره على أوروبا تاريخياً فهذا ينفي تلك التهمة ، كما يُبين الضعف العلمي في أطروحات أولئك المُـنتـقصين لحضارتهم بعد أن أصبحت عقولهم وقلوبهم كمؤشر البوصلة الثابت والذي يُشيرُ إلى الشمال والشمال فقط!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1) القرون المظلمة هي مصطلح يرمز لفترة التخلف التي عاشتها أوروبا في القرون الوسطى أي في الفترة مابين 476م إلى 1000م. وهي تقابل فترات التألق و السيادة الحضارية /العلمية للحضارة الإسلامية، وهنا يتضح الخطأ الكبير الذي يقع فيه البعض عند إسقاطهم لمصطلح القرووسطية على الحضارة الإسلامية في معرض الحديث عن التخلف أو الرجعية الحضارية.
(2) هناك اختلاف بين المؤرخين على تحديد بداية عصر النهضة بشكل قاطع نظراً لاختلاف وجهات نظرهم حول أي الحركات الفكرية يمكن اعتبارها البداية الفعلية لعصر النهضة ولعل أقرب التواريخ مابين القرنين 11 و 12 الميلاديين.
(3) لم يكن الإنفصال سياسياً فقط بل وعقدياً في بعض المسائل الجوهرية.
(4) يقول المؤرخ الأسباني سلفادور دي مادريجا: منذ القرن التاسع وحتى القرن الحادي عشر ظلت حضارة الغرب الوحيدة هي الحضارة الإسلامية...وكان لدى كبير الوزراء في دويلة صغيرة بالأندلس 400000 كتاب في مكتبته...في وقت كانت أشهر مكتبات أسبانيا في دير ريبول تزهو خلاله بمجلداتها المعدودة التي تبلغ 192 فحسب!
(5) وقعت عام 732م، وتشتهر في التاريخ الإسلامي بمُسمى معركة بلاط الشهداء.
(6) يطلق كثير من المسشرقين لفظ الحضارة العربية و يقصد به الحضارة الإسلامية بوجه عام.
(7) تسمى تلك الحركة – تاريخيّاً- بحركة مُرور الأفكار باتجاه واحد، بمعنى أن مسار التفاعل الحضاري كان يسلك اتجاهاً واحداً فقط – من العالم الإسلامي إلى العالم المُظلم النائم!-.
د. نبراســــــــــــــ،،،
1426هـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://yoyo.the-up.com
 
الإسهام الإسلامي في النهضة الأوروبية، من أين وصل العلم لأورو
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
:::منتديات النسر الازرق::: :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: